ابطال المبارزة

أهلا وسهلا بك أيها الزئر/ة الكريم تشرفنا بزيرتك لن نتمنا منك التسجيل في منتدنا
لتفيد وتستفيد منه في كل شئ وترتقي الى المنصب العلية بجهودك الرئع
اذا كنت عضو من قبل فيشرفنا دخولك.
-لتسجيل اضغط التسجيل
-للدخول اظغط دخول

تحياتي"الأدارة"

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابطال المبارزة

أهلا وسهلا بك أيها الزئر/ة الكريم تشرفنا بزيرتك لن نتمنا منك التسجيل في منتدنا
لتفيد وتستفيد منه في كل شئ وترتقي الى المنصب العلية بجهودك الرئع
اذا كنت عضو من قبل فيشرفنا دخولك.
-لتسجيل اضغط التسجيل
-للدخول اظغط دخول

تحياتي"الأدارة"

ابطال المبارزة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بوابتك للمبارزة

لتفدي الوقوع في الاخطاء والمشاكل برجاء قرءة...القوانين
اذا كنت عضو جديد ندعوك لترحيب بنفسك...من هنـــا
تريد ان تلتحق/تصنف بالجناح المنسب لك انظم الان...من هنــا
تريد الحصول على دك قوي/حلآ لمشكلة الدك الذي معك...دكات المبارزة
كل مابارزت اكثر كسبت اكثر...ساحة القتال
كن من بين المبارزين الأوئل وكن البطل...مملكة البطولات
ترقب احدث وارق اخبار المنتدى وفعليته...الاعلانات
شارك الاراء والمنقشات...من هنـــا
اعرض استفسارك/سوؤلك ونحن نجيب عليه...الاسئلة
طلبتكم واقتراحتكم مرحب بها...طلبات واقتراحات
تريد الالتحاق بعصابة مبارزة/انشاء عصابة مبارزة خاصة بك...الفرق والعصابات

+2
Zane Fudo
Ahmed Fox
6 مشترك

    الرسول هو القدوة على طريق الدعوة

    Ahmed Fox
    Ahmed Fox
    فريق الجرافيكس
    فريق الجرافيكس


    نقاط العضو : 2312
    نقاط الخبرة : 0
    عدد المساهمات : 1667
    ذكر
    تاريخ الميلاد : 13/06/1994
    تاريخ التسجيل : 01/07/2011
    الموقع : مصر_المنيا

    الرسول هو القدوة على طريق الدعوة Empty الرسول هو القدوة على طريق الدعوة

    مُساهمة من طرف Ahmed Fox السبت يوليو 02, 2011 12:12 am

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الرسول هو القدوة على طريق الدعوة

    الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
    من محاضرة: أخلاق الداعية المسلم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من
    شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا
    هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده
    ورسوله؛ أرسله الله بالهدى ودين الحق وأثنى عليه ووصفه بالخلق العظيم، وجعل
    رسالته رسالة أخلاقية، وبعثه ليتمم به مكارم الأخلاق، صلى الله وسلم وبارك
    عليه وعلى آله، ورضي عن أصحابه الكرام، والتابعين لهم بإحسان، الذين
    اقتفوا منهجه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الدعوة إلى الله
    بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، فدخل الناس في دين الله
    -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لِما رأوه من أخلاقهم!! ولِما لمسوه من القرآن
    الذي يتحرك حياً!! متمثلاً في المعاملة التي لم تشهد البشرية لها نظيراً
    لدى أي فاتح من الفاتحين!! فدخل في دين الله -نتيجة ذلك- أمم لا تحصى، ما
    كانت لتدخل لولا هذا الخلق الكريم، وهذا التعامل الرباني العظيم، أما بعد:

    إنه لجدير بنا أن نتبصر وأن نتذاكر، وأن يعظ بعضنا بعضاً فيما يتعلق بشئون
    دعوتنا والقيام بها، وجميعنا في زحمة المشاغل والعمل قد ينسى عيوبه أو بعض
    أخطائه، وقد يفوته الوقت لتدارك نقائصه، وكل بني آدم خطَّاء، ونحن لا نخلو
    من النقائص والعيوب أبداً، فجدير بنا أن نتحادث وأن نتذاكر فيما يقربنا إلى
    الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ونحتسب عند الله عز وجل ما نقضيه من
    الأوقات ونحن نعظ أنفسنا وإخواننا، ونرقق قلوبنا لنعرف في أي طريق نسير،
    وما هي المعالم التي يجب أن نسلكها، وما هي الأخطاء التي يجب أن نتجنبها.

    نحن ننتمي إلى الإسلام، وهذا الانتماء هو الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به
    وسمانا به. ورسولنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو إمام الدعاة، وهو
    القدوة والداعية المعلم الذي أمر الله تبارك وتعالى باقتفاء نهجه، وأن
    نتأسى به في دعوتنا وخلقنا ومعاملاتنا وعباداتنا وكل حال من أحوالنا، أنزل
    الله تبارك وتعالى عليه قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى
    بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ
    الْمُشْرِكِينَ [يوسف:108].

    كان الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المثل الحي لأصحابه، كان كما
    وصفته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: {كان خلقه القرآن } ما كان في
    القرآن من خلق فهو في النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

    وكانت حياته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترجمة واقعية حية لما ينزله
    عليه الروح الأمين من عند ربه -تعالى- من الآيات البينات في التوحيد،
    والإخلاص، واليقين، والتوكل، والصبر، والجهاد، والمصابرة في الدعوة،
    والمثابرة في العلم، وفي المعاملة، والمعاشرة، والرفق، والحلم؛ كما أثنى
    عليه تبارك وتعالى في قوله: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4].

    فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يخلق ما يشاء ويختار، وقد اصطفى واختار هذا
    النبي العظيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ليكون معلماً للبشرية في كل
    مكان وفي كل ميدان.

    وما من دعوة سواء كانت هذه الدعوة حقاً أم باطلاً إلا وهي تحاول أن تدعي
    الطابع الأخلاقي والصفة الأخلاقية؛ لكي تنتشر ولكي تروج، وما من داعية أياً
    كانت دعوته وإلى أي شيء يدعو، إلا والأخلاق سمة بارزة في دعوته أو يحاول
    أن يكون كذلك، فكيف بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! وكيف
    بالصحابة الكرام؟! وكيف بهذه الأمة التي أمرها الله -سُبْحَانَهُ
    وَتَعَالَى- أن تكون ربانية، ورباها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حتى كانت كذلك؟! فمن اتبع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو
    بمقتضى هذه الآية لا بد أن يتخلق بخلقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
    الدعوة إلى الله.

    الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أخلاقه
    وحين نتكلم عن أخلاق الداعية لا يعني ذلك أن تهمل الصفات الأساسية التي لا
    بد منها للداعية كالعلم؛ فقد تضمنته هذه الآية، فإن الله سُبْحَانَهُ
    وَتَعَالَى يقول: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى
    بَصِيرَةٍ [يوسف:108] ولا بصيرة بغير علم أبداً! فالعلم هو الذي ينير
    للإنسان الطريق، ويجعله يعبد الله على بصيرة، ويدعو إلى الله تبارك وتعالى
    على بصيرة.

    ولما أثنى الله تبارك وتعالى على أئمة الهدى من بني إسرائيل، الذين
    أُورِثْنا الكتاب من بعدهم قال: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
    بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24]
    فوصفهم الله تعالى بصفتين عظيمتين لا بد منهما لكل داعية.

    أولاهما: الصبر بكل ما تحتمله هذه الكلمة من معنى، فلا داعية بلا صبر، ولا
    دعوة بلا صبر، فطلب العلم يحتاج إلى صبر، والأمر بالمعروف، والنهي عن
    المنكر، والمعاملة مع الخلق، كل ذلك لا بد فيه من الصبر، وكل حياة الداعية
    بل حياة كل مسلم لا بد فيها من الصبر، بل كل حيٍ لا بد أن يصبر وإلا لن
    يعيش! وكلما اتصف الإنسان بهذا الخلق كلما حقق ما يريد، وإن كان عرضاً من
    أعراض هذه الدنيا الفانية الزائلة؛ فبالصبر يحقق الإنسان ما يريد، فكيف
    بالداعية الذي يسعى إلى أسما غاية وأشرف مقصد؟!

    ثانيهما: اليقين، هذه الخلة الكريمة لا تكون إلا في عباد الله المخلصين
    المتقين العالمين العاملين، الذين عرفوا ربهم -عز وجل- حق معرفته، وقدروه
    حق قدره، وآمنوا بكتابه، وبرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأصبح
    عالم الغيب الذي يقرءونه في كتاب الله وفي سنة رسول الله صَلَّى اللهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنه عالم شهادة بين أيديهم!! هذا هو اليقين، ويتفاوت
    الناس في اليقين؛ وبتفاوتهم في اليقين والصبر، يكون تفاوتهم في الدعوة إلى
    الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

    وحسن الخُلق لا بد منه لكل مسلم، وأي مسلم ينتسب إلى الإسلام وإلى نبي
    الإسلام صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابد أن يكون متحلياً بأخلاق
    الإسلام، فإذا كان المسلم -أياً كان- لا بد أن يكون كذلك، فكيف بالداعية
    الذي يمثل خلاصة هذه الأمة، والذي يرث ميراث النبوة، ويقوم بمقام النبي
    صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويبلغ دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ، ويحيي سنته ويرد الناس إليها؟!

    هذا لا بد أن يجتمع فيه من كمال الخلق ما لا يجتمع في غيره، وما لا يكون في
    من هو دونه في ذلك؛ ولذلك كان أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ في قمة الأخلاق في هذه الأمة كما كان نبيهم صَلَّى اللهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنهم تأسوا به.

    وكلما كان الداعية مقتدياً ومتأسياً بهم، كانت دعوته أنجح، وكان نجاحه أرجى وأقرب، وكان تعلق المدعوين واستجابتهم له أرجى وأقرب.




    الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في سيرته
    إن سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي الصفحة الجلية التي
    نتعلم منها ونرى فيها هذه الأخلاق النبوية الكريمة، والصحابة الكرام عايشوا
    هذه السيرة معايشة عملية، ونحن نستطيع أن نعايشها بأرواحنا وقلوبنا إذا
    اطلعنا وقرأنا سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووجدنا كيف
    كانت معاملته وأخلاقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع الكفار،
    والمنافقين، والعصاة، ومع المتقين، والمحسنين؛ فسيرته صَلَّى اللهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -من أولها إلى آخرها- هي مثالٌ حيٌ للأخلاق التي يجب أن
    يكون عليها من يدعو إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.




    ما يؤدي إليه جهل الداعية بالسيرة
    إن جهل الدعاة بسيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجعلهم يدعون
    على غير بصيرة، ويتخلقون بغير خلقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما
    نراه اليوم بين الدعاة إلى الإسلام من تفرق، ومن عدم اجتماع كلمتهم على
    منهج واضح محدد، إنما سببه النقص في قراءة سيرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ، والتأسي بها وتطبيقها قولاً وعملاً، هذا أكبر ما يبين لنا هذا
    الواقع التي تعيشه الدعوة الإسلامية اليوم.

    ونحن كدعاة إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد نحيل -وهذا مما يصوره
    الشيطان دائماً- ضعفنا أو فشلنا أو إخفاقنا في الدعوة إلى العوامل
    الخارجية: إلى الفساد، أو إلى آخر الزمان، أو إلى أن الناس لا يريدون الحق،
    أو إلى أي عامل خارجي، ولا نتذكر -إلا قليلاً- أن السبب الأساس هو في
    قلوبنا نحن، وفي أخلاقنا وتعاملنا مع الناس.

    بمعنى آخر: إذا كان لي جار أو قريب أو زميل، وهو مستمر على معصيته، ومستمر
    في بعده عن سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إما في الاعتقاد
    وإما في الأعمال والسلوك والأخلاق، فلا بد أن أسأل نفسي: هل أنا داعية على
    منهج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع أنه يجاورني هذا الجار أو
    هذا القريب أو الزميل، وعلى الإسلام، وهو مثلي حريص على أن يقتدي بالنبي
    صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو يتظاهر بذلك على الأقل، ومع ذلك بيني
    وبينه هذه الفجوة العميقة، ومع ذلك لا أرى أنني حاولت أن أحسِّن من وضعه،
    فمن أتهم؟!

    نعم هناك قلوب طبع الله عليها، وهناك أقوام لن يصلحوا، كتب الله عليهم
    الشقاوة؛ لكن قبل أن أحكم -لأن هذا من أمر الغيب- بأن هذا لن يجدي معه
    شيئاً، أتهم نفسي أولاً، وأتهم أخلاقي، وطريقتي معه في الدعوة إلى الله،
    فلو نظرنا إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإلى الصحابة الكرام؛
    لوجدنا أمراً عجيباً في الخلق الحسن والتعامل الذي يجذب الناس ويجبرهم على
    أن يدخلوا في دين الله أفواجاً.




    شمولية الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
    وقبل أن نوضح هذه القضية ونجليها، لا بد أن نشير إلى موضوع مهم، وإلى تنبيه
    قد يخفى على كثير من الناس، وهو أنهم يظنون أننا عندما ندعو إلى: أخلاق
    النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو نأمر بمنهج النبي صَلَّى اللهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو يسمعون من يعظ بذلك، يظنون أنه يراد بذلك كله
    اللين، الرفق، الحلم، العفو فقط، ولا شك أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ هو أحلم الناس وأرفق الناس، وأن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه،
    وأن بالرفق ينال الإنسان ما لا ينال بالقسر والقهر، وفي سيرته صَلَّى اللهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نماذج عجيبة للحلم والرفق والعفو والصفح؛ لكن ليس هذا
    وحده هو الذي ينبغي أن نعلم أنه منهج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ، وهذا يضعنا على مفرق الطريق، وعلى سبب من أسباب الاختلاف في
    مناهج الدعوة إلى الله في هذا الزمان.

    إن هذا الدين أنزله الله -تبارك وتعالى- منهجاً متكاملاً أكمله الله
    سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وسيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    سيرةٌ متكاملة بجميع جوانبها، فإذا أُخذ منها جانب واحد فقط وإن كان حقاً
    لأنه من الدين ولأنه من أخلاقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لكن إذا
    أضيع الآخر أو أهمل بالكلية، فإن هذا يؤدي أولاً إلى الخلاف والشقاق بين
    المسلمين، والتنازع في أمور الدين، وهذا هو سبب إساءة كثير من الدعاة لمعنى
    الحكمة، ولمفهوم الحكمة التي أمر الله بها حين قال: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ
    رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل:125] فلا يفقهون
    من الحكمة إلا الرفق واللين، والرفق واللين نصف الحكمة الذي لا ينبغي أن
    يترك، لكن لها نصف آخر لابد منه، يوضحه منهج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ وواقعه، ولا حكمة عند أحد بعد حكمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ.




    الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كيفية عرض الحق
    كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا خطب الناس كأنه منذر جيش يقول:
    صبحكم ومساكم، فهو عندما يخطب ويعرض الحق يعرضه بقوة، وبانفعال، وبحماس،
    وهكذا يجب أن يكون الداعية إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في المواقف
    التي وقفها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بهذه القوة، وبهذا
    الانفعال والتفاعل مع من يعرض، يكون هذا شأنه وهذا دأبه.

    النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم ينتقم لنفسه قط، لكن إذا انتهكت
    محارم الله -عز وجل- فإنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يثور ويغضب،
    ويظهر أثر ذلك على وجهه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى يقرؤه الصحابة
    وكل من يراه، ولكن لابد أن يتكامل الأمر حتى لا نقع فيما وقع فيه الذين من
    قبلنا، الذين قال الله -تبارك وتعالى- فيهم: فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا
    ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ
    [المائدة:14] ويكون التنازع بسبب ذلك.

    لو فرضنا أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب يحذر الناس من
    الزنا، سوف يخطب بهذا الانفعال وبهذه القوة، وكيف لا وهو يحذر من هذه
    الفاحشة النكراء، التي نهى الله عنها وحذر منها، ولا يفعلها مؤمن حق
    الإيمان إلا ويرتفع الإيمان منه في تلك اللحظة حتى يكون كالظلة؟!

    لكن كيف كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعامل من يأتيه فيقر أمامه بالزنى؟ أو من يأتيه يسأله أن يُحِل له الزنا؟

    الحق يعرف بالقوة خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ [مريم:12] فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ
    وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا [الأعراف:145] هذه القوة في
    أخذ الحق وفي عرض الحق لا بد منها، وهي من الحكمة.




    الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المذنبين
    في التعامل نجد للأمر صورة أخرى، ولا تناقض بين الصورتين، ففي التعامل
    يأتيه ماعز ، أو تأتيه الغامدية يقران بالزنا، ولكن يقول صَلَّى اللهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لعلكِ لعلكِ، ارجعي، ومرة بعد مرة، حتى يقام الحدّ،
    وما كاد يفعل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!!

    يأتيه الرجل يريد أن يبيح له الزنا! فيقول له: أترضاه لأمك؟! أترضاه
    لأختك؟! يردعه ويزجره ولكن بأسلوب هادئ، بألطف أسلوب يدخل إلى القلوب،
    فيرجع الإنسان وقد لام نفسه هو وعاتبها على أنَّ نَازِع الشهوة ودَافِع
    المعصية وجد فيها، لما يرى وما يبهره من حسن أخلاق هذا الداعية العظيم
    صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.




    الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في في التعامل مع الجاهلين
    كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحب الطهارة ويأمر بها، ويكره
    النجاسة وينهى عنها، ولمَّا مر على صاحبي القبرين، ذكر أن أحدهما كان لا
    يستبرئ من البول، وأعظم ما كان يقدسه المسلمون ويعظمونه بيوت الله عز وجل
    على ترتيبها في الفضل، ومسجده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معروفة
    منزلته في الفضل، ومع هذا يدخل مسجده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك
    الرجل الأعرابي ويبول في ناحية منه، وهنا تبرز طبيعة التعامل بين الداعية
    والمدعوين، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعث ميسراً وبُعث
    معلماً، ولم يبعث منفراً، بل أمر أصحابه بذلك، ويقول: {يسرا ولا تعسرا،
    وبشرا ولا تنفرا } وذلك عندما بعث معاذاً وأبا موسى إلى اليمن .

    الرجل فعل هذه الفعلة! وفي هذا المكان الطاهر!! فثار أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه، لماذا؟

    ثاروا لله -عز وجل- لأن هذا العمل لا يقره إنسان في هذا المكان، ولكن النبي
    صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحسن خلقه وتعامله الكريم، وحلمه وصفحه
    ينهاهم أن يقطعوه، ويأمرهم أن ينتظروا حتى ينتهي؛ فلما انتهى الرجل، أمرَ
    بماء فصُب عليه، ثم جاء هذا الرجل وأقبل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ، حتى أنه لما صلى قال: {اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا
    أحداً } سبحان الله! لا يريد أن يرحم الله إلا هو والنبي صَلَّى اللهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنهم ثاروا عليه وهم أصحاب النبي صَلَّى اللهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

    فهو قليل العلم والإيمان لما يدخل في قلبه، ولكن تأثره بالموقف جعله يدعو
    لمن أحسن في معاملته، ولمن جعله يقضي حاجته، رغم أنها فعلة شنيعة في ذلك
    المكان، ولكن نظرته إلى الصحابة الكرام كانت غير ذلك، ولهذا قال له النبي
    صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لقد تحجرت واسعاً } ضيق رحمة الله
    الواسعة، ولم يقره على ذلك، لكن الغرض قد حصل وهو أن هذا الرجل أقبل إلى
    الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولو أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ أقر الصحابة على تنفيره أو فعل مثلهم -وحاشاه صَلَّى اللهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعمل عملاً غير حكيم- لذهب الرجل ولفر الرجل في
    المسجد ونجس بقعاً كثيرة، ويلقي النجاسة على ثيابه أيضاً، ولا يقبل على
    الدعوة ولا يصلي، وقد يرتد عن الإسلام بالكلية أي أن هناك مفاسد كبيرة.

    هذا القاعدة يجب أن نضعها في أذهاننا: أن نجذب الناس، وأن نحرص على أن
    نجذبهم إلى الخير، ولا يعني ذلك أن نتغاضى عن الحق، النجاسة لابد أن تزال،
    ولكن الرجل لا يُجرم ولا يُطْرَد ولا يُنَفَّر، فالنبي صَلَّى اللهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعطينا نموذجاً في التعامل مع القلوب الحديثة العهد
    بالإيمان، وما يجب أن يكون عليه الداعية في تعامله معها.

    موقف آخر من مواقفه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو: موقفه مع معاوية
    بن الحكم السلمي والقصة مشهورة، يدخل ولم يعلم أن الله تبارك وتعالى قد
    أنزل: وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238] ويظن أن الكلام في الصلاة
    مباح يقول: {بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من
    القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم
    تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني
    سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما
    قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال إن
    هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير
    وقراءة القرآن } علمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذه
    الطريقة، فيقول: ما رأيت قبله ولا بعده معلماً مثله في هذا الرفق وهذا
    التعليم.
    Zane Fudo
    Zane Fudo
    استاذ/مشرف
    استاذ/مشرف


    نقاط العضو : 1923
    نقاط الخبرة : 10
    عدد المساهمات : 1418
    ذكر
    تاريخ التسجيل : 16/06/2011

    الرسول هو القدوة على طريق الدعوة Empty رد: الرسول هو القدوة على طريق الدعوة

    مُساهمة من طرف Zane Fudo الأحد يوليو 03, 2011 2:53 pm

    شكرااااااااااااااااااااااااااااااااا
    Ahmed Fox
    Ahmed Fox
    فريق الجرافيكس
    فريق الجرافيكس


    نقاط العضو : 2312
    نقاط الخبرة : 0
    عدد المساهمات : 1667
    ذكر
    تاريخ الميلاد : 13/06/1994
    تاريخ التسجيل : 01/07/2011
    الموقع : مصر_المنيا

    الرسول هو القدوة على طريق الدعوة Empty رد: الرسول هو القدوة على طريق الدعوة

    مُساهمة من طرف Ahmed Fox الإثنين يوليو 04, 2011 1:05 am

    العفوووووووووو
    Gaara
    Gaara
    عضو جديد
    عضو جديد


    نقاط العضو : 64
    نقاط الخبرة : 0
    عدد المساهمات : 61
    تاريخ التسجيل : 21/06/2011

    الرسول هو القدوة على طريق الدعوة Empty رد: الرسول هو القدوة على طريق الدعوة

    مُساهمة من طرف Gaara الإثنين يوليو 04, 2011 12:41 pm

    شكرااا
    Ahmed Fox
    Ahmed Fox
    فريق الجرافيكس
    فريق الجرافيكس


    نقاط العضو : 2312
    نقاط الخبرة : 0
    عدد المساهمات : 1667
    ذكر
    تاريخ الميلاد : 13/06/1994
    تاريخ التسجيل : 01/07/2011
    الموقع : مصر_المنيا

    الرسول هو القدوة على طريق الدعوة Empty رد: الرسول هو القدوة على طريق الدعوة

    مُساهمة من طرف Ahmed Fox الخميس يوليو 07, 2011 2:07 am

    العفووووووووو
    smsm
    smsm
    فريق الجرافيكس
    فريق الجرافيكس


    نقاط العضو : 705
    نقاط الخبرة : 0
    عدد المساهمات : 547
    ذكر
    تاريخ الميلاد : 06/04/1995
    تاريخ التسجيل : 05/07/2011

    الرسول هو القدوة على طريق الدعوة Empty رد: الرسول هو القدوة على طريق الدعوة

    مُساهمة من طرف smsm الخميس يوليو 07, 2011 2:14 am

    شكرا اخي الغزيز
    Triple H
    Triple H
    مشرف المنتدى
    مشرف المنتدى


    نقاط العضو : 1539
    نقاط الخبرة : 0
    عدد المساهمات : 1129
    ذكر
    تاريخ الميلاد : 11/10/1999
    تاريخ التسجيل : 27/06/2011
    الموقع : in the home

    الرسول هو القدوة على طريق الدعوة Empty رد: الرسول هو القدوة على طريق الدعوة

    مُساهمة من طرف Triple H الخميس يوليو 07, 2011 5:54 am

    مشكوووووووووووووووور
    Ahmed Fox
    Ahmed Fox
    فريق الجرافيكس
    فريق الجرافيكس


    نقاط العضو : 2312
    نقاط الخبرة : 0
    عدد المساهمات : 1667
    ذكر
    تاريخ الميلاد : 13/06/1994
    تاريخ التسجيل : 01/07/2011
    الموقع : مصر_المنيا

    الرسول هو القدوة على طريق الدعوة Empty رد: الرسول هو القدوة على طريق الدعوة

    مُساهمة من طرف Ahmed Fox الخميس يوليو 07, 2011 6:35 am

    العفوووو
    smsm1
    smsm1
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    نقاط العضو : 113
    نقاط الخبرة : 0
    عدد المساهمات : 109
    تاريخ التسجيل : 30/10/2011

    الرسول هو القدوة على طريق الدعوة Empty رد: الرسول هو القدوة على طريق الدعوة

    مُساهمة من طرف smsm1 الإثنين أكتوبر 31, 2011 2:03 am

    شكرا لك
    Ahmed Fox
    Ahmed Fox
    فريق الجرافيكس
    فريق الجرافيكس


    نقاط العضو : 2312
    نقاط الخبرة : 0
    عدد المساهمات : 1667
    ذكر
    تاريخ الميلاد : 13/06/1994
    تاريخ التسجيل : 01/07/2011
    الموقع : مصر_المنيا

    الرسول هو القدوة على طريق الدعوة Empty رد: الرسول هو القدوة على طريق الدعوة

    مُساهمة من طرف Ahmed Fox الثلاثاء أبريل 10, 2012 9:10 am

    العفو

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 2:39 am